رغم مرور إثنى عشر عاما على رحيل عملاق القراء الشيخ محمد الليثي إلا أنه مازال باقياً بصوته العذب وأدائه المنفرد يصدح به في ارجاء الارض بين عشاقه ومريديه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسط تزايد وحب الجمهور للشيخ يوما بعد يوم وليس هذا من فراغ ولكن التزايد المتواصل نتيجة طبيعية، فبالرغم من مرور اثنى عشر عاما على رحيل الشيخ الليثي إلى أن ادائه المتجدد والمحير للعقول والاذان لم يستطيع أحدا من القراء سواء من عاصره او ممن اتى بعده أن يأتى بمثله لأنه منحة ربانية، ومن يستطيع أن يأتى بالبعض من أداء الشيخ ولو بقليل سرعان ما يجذب إليه المستمع ويصنع لنفسه جمهورا لا بأس به من المستعمين ويضع قدمه على أول سلم المجد في عالم التلاوة لكونه اتخذ من الجامعة الليثية في اداؤه.
ومن الطرائف التي ذكرها القارئ الشيخ منصور جمعة منصور: أن بقريته عائلتين من أكابر العائلات بالجمهورية عائلة الأباظية وغيث وحدث ذات يوم أن قال أحد موظفي الحكومة لأحد أعيان ووجهاء القرية: أنت من قرية الشيخ محمد الليثي؟ فانفعل الرجل بشدة مما سمع وكأنه كان يريد أن يقال له: أنت من بلدة عائلة فلان.
وكما ذكر الأستاذ السيد صالح (كبير مذيعي إذاعة القران الكريم) بكلمته يوم وفاة الشيخ "أنه لو أنجبت قرية النخاس وزيرا لما حاذا على شهرة القار ئ الشيخ محمد الليثي".
نبوغ مبكر
وعن نبوغ الشيخ محمد الليثي يقول الشيخ منصور جمعة: لقد كان الشيخ محمد الليثي من عائلة قرآنية فجده ووالده من حملة كتاب الله، وقد حفظ القرآن علي يد والده الشيخ محمد أبوالعلا الليثي وتعلم علم القراءات علي يد الشيخ محمد عزب بقرية بني قريش والشيخ عبدالحق القاضي بكفر شعبان وكلا القريتين تابع لمركز منيا القمح.
وأرى أنه منذ نعومة أظفاره وهو يتمتع بالموهبة الصوتية "بالفطرة" مما أدى إلى سرعة وانتشار صوته العذب. ليس في بلدته وحدها بل علي مستوى المحافظة حيث كانت توجه إليه الدعوات للقراءة بمسجد الحريري "جاويش".
الانطلاقة الحقيقية
وعن بداية الإنطلاقة الحقيقية بالنسبة للشيخ محمد الليثي يقول الشيخ منصور: أرى أن إنطلاقة الشيخ الحقيقية وشهرته نحو العالمية كانت حينما أنهى الخدمة العسكرية عام 73 حيث أخذت شهرته تزداد يوماً بعد يوم وأصبح نجماً متألقاً لم يترك محافظة إلا وقرأ فيها. فقد قرأ في الصعيد والإسكندرية والمنصورة ودمياط وطنطا وغيرها حتى أنه سافر إلي أغلب دول العالم ليكون خير سفير للقرآن الكريم ليبهر الجميع بحلاوة صوته ونفسه الطويل وسط دهشة وإستغراب من أداء محكم وصوت ندي إستطاع بفضل الله أن يحفر إسمه وسط أسماء عباقرة التلاوة من الرعيل الأول في دولة التلاوة ليسعد به كل مسلمي العالم في كل أنحاء الدنيا.
ليلة الشيخ القاضي
أضاف الشيخ منصور: أن من أحد أهم الليالي التي ساهمت في انتشار الشيخ محمد الليثي تلك الليلة التي كانت تقام في شهر أبريل بكفر شعبان مركز منيا القمح شرقية بمناسبة ذكرى رحيل القطب القرآني الشيخ عبدالحق القاضي فقد كان يشارك في هذه الليلة أغلب قراء الجمهورية إذاعيين وغير إذاعيين ... فقد كان الشيخ الليثي يحرص على المشاركة بها وكان مقدم الحفل المرحوم الشيخ محمد جمعة عمارة يحرص علي أن يقدمه في ختام الليلة وكنا نرى ونشاهد كيف كان يتفوق الشيخ الليثي على نفسه وسط هجوم المشايخ عليه عقب إنتهائه من كل آية، ويقسم الشيخ منصور أن الليلة كانت لا تتوقف أو تنتهي إلا لصلاة الفجر.
جامع تراث الشيخ
يقول مؤمن أنيس الفكهاني عاشق الشيخ وأحد أقاربه: صلة القرابة البعيدة بيني وبين الشيخ ليست هي الرباط ولكن حب القرآن وموهبته المتميزة اعتبرها هي الأقوى فأنا أعشق وأستمع إليه منذ كنت طفلاً صغيراً وكنت رغم صغري أندهش من أدائه المعجز وأصبحت أحرص علي جمع شرائطه دون أن ألتقي بفضيلته. فأنا أعتبره صاحب مدرسة صوتية خاصة في دنيا التلاوة حيث تعتمد علي حلاوة الصوت وعذوبته وأسلوبه الذي انفرد به عبر منابر التلاوة في مختلف البلدان.
جواد كريم
وبعيداً عن القراءة يعرف مؤمن الشيخ الليثي كإنسان فيقول: هو إنسان بسيط جداً. متواضع وكان يري نفسه من أقل الناس ولا يعد نفسه من المشاهير ودائماً ما كان يقول عندما يمدحه ويمجده أحد يقول إنه عطاء الله الذي أمدنا بفضله بعد عجزنا.
وكان كريماً جواداً بالخير. يحب أهله وزملاءه من القراء حتى أننا بعد وفاته عندما نجلس مع عامة الناس والقراء لم نجد شكوى واحدة من هذا العلم القرآني الكبير.
ويؤكد مؤمن أرى أنه من الذين انفردوا بحب من زملائه وأهل مهنته.
اللقاء الأول
ويواصل مؤمن: ولما تكرر إسمي أمام فضيلته حيث وجد البعض يهديه بعض اشرطة الكاسيت له وهو يقرأ في السهرات فكان من الطبيعي أن يسأل: من أين لكم بهذه الأشرطة؟ فكانت الإجابة من عند مؤمن أنيس، فطلب من المحبين أن أذهب إليه وبالفعل تم اللقاء الأول الذي نتج عنه تعلقه بي مثلما تعلقت به وصارت علاقتي معه أكثر من علاقته بأقاربه وليست علاقة مستمع أو محب للشيخ. بل أصبحت هذه العلاقة من أهم الأعمدة في حياته العملية والشخصية فأصبحت ملازماً له فكنت أطوف معه في جميع أنحاء الجمهورية.
ومكنني المولى (عز وجل) من جمع تراث هذا القارئ العملاق حتى يكون تخليداً له بعد وفاته.
ومازال عطاء القرآن موصولاً فحتي يومنا هذا مازال تراث الشيخ الليثي موجوداً ومتجدداً ... ومازال هناك العديد من الأشرطة التي لم تخرج إلي النور ولم يسمعها أحد من قبل حيث يوجد لدي بحمد الله حوالي ثمانية آلاف ساعة سجلت منها نصفها وجمعت النصف الآخر بعد وفاة الشيخ حيث كنت أسير جاهداً علي جمع هذا النصف الباقي من جميع البلدان ومازلت أبحث بالتعاون مع أعضاء رابطة محبي الشيخ الليثي ومؤسس موقع الشيخ محمد الليثي .
إنه هو الحب الصادق الخالص وإن دل هذا فإنما يدل علي توفيق الله تعالى لهذا القارئ العملاق.
الشيخ الإنسان
يقول مؤمن: ذهب الشيخ لإحياء سهرة بالإسماعيلية وفي ختام السهرة ركب الشيخ سيارته وانتظر صاحب العزاء ليحصل علي أجره فإذا بزوج الراحلة ومعه ابنه الوحيد يقتربان من الشيخ وقال له الرجل: أرجو يا مولانا أن تتقبل أسفي ومعذرتي حيث إنني أنفقت كل ما أملك علي زوجتي أثناء مرضها وأنا لم أطلبك بل طلبك أحد أقاربي وهم لا يعلمون ظروفي وأكرر أسفي لفضيلتكم.. فقام الشيخ بإعطاء ولده الصغير شيئاً من النقود وتقبل الوضع وطلب من الطفل الصغير أن يدعي له وانصرف.
تألق في احتفالية عيد الأم بالمدرسة
يقول مؤمن: من أهم المحطات في حياة الشيخ الليثي حينما قرأ وهو تلميذ متفوق في المدرسة الابتدائية في مناسبة عيد الأم أثنى عليه مدير المدرسة وقابل والده وأوصاه به خيراً بحيث لا يهمل موهبته فكانت المفاجأة أن ألحقه بكتاب القرية فكان الأهالي يعيشون حالة من الفرح والسرور وكنا نشاهد الفلاحين ينهون أعمالهم ليتفرغوا للاستمتاع بأداء الشيخ الليثي المبهر والمعجز فقد كان بكل أمانة قارئاً عملاقاً أحرص علي سماعه قبل النوم يومياً.
تكريم الإذاعة
ويؤكد الإعلامي السيد صالح بشبكة القرآن الكريم أن الشيخ محمد الليثي يعد من أهم القراء المؤثرين في النفوس في دنيا التلاوة فهو يعد مدرسة مستقلة بذاتها شأنه شأن كبار القراء العمالقة الذين أسعدونا علي مر العصور أمثال المشايخ رفعت ومصطفي إسماعيل والحصري وعبدالباسط والبنا والمنشاوي.
الشيخ محمد الليثي في سطور
ولد القارئ الشيخ محمد محمد أبوالعلا الليثي في عام 1949م بقرية النخاس مركز الزقازيق محافظة الشرقية.
ترعرع في بيت قرآني فوالده وجده من حفظة القرآن. حفظ القرآن الكريم في سن صغير علي يد والده في السادسة من عمره. ذاع صيته كقارئ للقرآن في قريته وفي القرى المجاورة ثم في كل قرية بالمحافظة، وأبهر الناس بحلاوة صوته وطول نفسه، حتي التحق بإذاعة القران الكريم عام 1986م وعرفته مصر كلها بصوته المميز القوي والمؤثر حتي لقب بعملاق القراء ونال منزلة كبيرة بين أقرانه.
أحيا العديد من الحفلات مباشرة من أكبر مساجد الجمهورية كمسجد الحسين والسيدة زينب والنور بالعباسية والإمام الشافعي سافر إلي العديد من دول العالم مثل الهند وجنوب أفريقيا وألبانيا ولبنان وبروناي والولايات المتحدة وغيرهم ورحل في 5/3/2006.رحم الله الشيخ الليثي وأسكنه فسيح جناته.
عشق حياتي يا شيخ محمد ياليثي ربنا يرحمك و يجعل مثواك الجنه
ردحذفيا ريت التلاوات النادره و الجديده تنزل علي الموقع دا بحيث ان كل تلاوات الشيخ محمد الليثي تكون موجوده في مكان واحد و انا بشكر القائم علي هذا الموقع لانها بجد فكره روعه لان انا كل ما بحتاج انزل تلاوات للشيخ باجي الموقع دا علطول من غير لف و لا دوران ف يا ريت التلاوات اللي بتنزل جديد تنزل هنا لو سمحتم
ردحذفكل الجديد باذن الله هينزل في غضون شهر من الان
حذف