*ذكرى وفاة عملاق القراء الشيخ محمد الليثي الثالثة عشر *
الشيخ محمد الليثى يملك من الصبر والمثابرة ما يعجز عنه كثير من القراء، فقد كان يقرأ فى محطة اتوبيس ابو خليل وهو مجند فى القوات المسلحه حتى أن الركاب كانت تنسى ركوب الاتوبيس المتجه الى بلدهم لجمال الصوت وعذوبة الأداء وهذا كله من أجل توصيل موهبته الى الناس فى أكبر مكان يتجمع فيه الناس وهذا يدل على ذكائه القوي ونظرته الثاقبة.
فالشيخ الليثي كان يملك من الهيبة والوقار وقوة الشخصيه وقلة الكلام مايجعل جمهور المستمعين يوقّره وربما يصفه فى بعض الوقت بالغرور ولكنه كان يملك قلبا اصفى وانقى من قلب طفل برئ فإذا ماخلوت به وجدت الابتسامه لاتفارقه وظهر على سجيّته
وطبيعته فى تواضعه وكرمه وحبه للآخرين وغالبا لايخلوا بيته من وجود القراء فيه من الزملاء والمحبين.
الشيخ محمد الليثى تلقّى من الصدمات والمواقف ماكان كفيلا بالقضاء عليه كقارئ ولكنه بثقته بالله وايمانه وموهبته الغير عاديه كان يخرج من كل صدمه أقوى وأعظم من ذى قبل وكان للحاقدين عليه من أهل قريته الدور الأكبر فى تدبير المكائد له ولكنه لم يحمل فى صدره الا كل حب و ولاء لهم بدليل انه مع إقامته فى مدينة الزقازيق كان اسم قريته النخاس مركز الزقازيق لايفارق اسمه فى كل المحافل وفى جميع المحافظات.
الشيخ محمد الليثى لاقى من التحدّى والتعنت من قيادات الإذاعه والتليفزيون فى وقته ماجعله قليل التسجيلات قياسا على غيره وذلك لأنه لم يقبل ان يقدم أى تنازلات ولشدة اعتزازه بنفسه وثقته فى موهبته والدليل على ذلك قلة تواجده على خريطة الإذاعه فى تلاوت التسجيلات الخارجيه أو عمل حلقه عن حياته مثل برنامج أعلام القراء الذى تحدث عن غيره من القراء الذين رحلوا عن دنيانا فرحمهم الله جميعا.
أننى مارأيت الشيخ الليثى يهتم بسماع نفسه فى وقت تألقه ونجوميته، فقد كان دائما غير قانع بما يؤديه مع شدة جمال التلاوة وعبقريتها لأنه كان يقول لى ما يوجد فى عقلى وفكرى من نغم وأداء أكبر من ذلك بكثير فقد كنت اشبهه بالقارئ الزئبقى لاتعرف كيف سيختم جواب الآيه وكيف سيكون الأداء لأن كل ليلة كان لها ابداعها وخصوصيتها وأسلوبها. ولكنى رأيت الشيخ بعد توقفه عن القراءة كان يحب الاستماع الى تلاوته ويبكى ويقول شوف الاداء وجماله وحلاوته وكأنه يسمعه لأول مرة فقد كنا نشفق عليه ونحاول ايقاف الكاسيت ولكنه كان يرفض ويسمع ويبكى ويقول بكره الناس هتبكى على القراءه دى وعلى صاحبها.
من أراد ان يقتدى بقارئ فى جهاده وكفاحه ومن الصفر الى قمة النجوميه فعليه بالإقتداء بالشيخ محمد الليثى فهو شخصيه تحتاج الى دراسه متأنيه لنعرف ان عظمة الأداء والإحتفاظ بالقمه لايأتى صدفه ولكنه علم ودراسه وفكر وصبر ورقىّ وموهبه وذكاء فطرى وعطاء وعدم اقتناع بما وصل إليه، بل محاولة الوصول الى الأفضل دائما والغيرة على الإسم والتاريخ والتجديد الدائم ... من يستطع ان يجمع كل هذه الصفات السابقه ربما يكون فى يوم من الأيام مثل الشيخ محمد الليثى ولكنى لا أظن ذلك لأنها نفحات وبركات وأسرار الهيه منحها الله لحبيب قلبى وشيخى واستاذى وتاج رأسى الغائب الحاضر دائما والشمس التى لاتغيب فى سماء القراء العملاق الشيخ محمد الليثى ... وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعل تلاواته في ميزان حسناته.
نعم ياكاتب هذه السطور القليلة لحياة عملاق
ردحذفالقلوب قد روت ظمئنا لهذا الشهيد الحي الواثق بعلمة وموهبتة حتي صار القارئ الواعظ يقرأ وكأنة أمام على المنبر يوصل
لنا أحساسة بالائيات وما بالك بهذا الصوت
الشجي الندي العذب مع التقوا والورع
ومابلك بعظيم كلمات ربك مع كل هذا
تزرف الدمع وتتمني إلا تنتهى التلاوة
أقسم بالواحد الأحد بأن شعبيه هذا
الشهيد تفوق الوصف وبحب ودعاء
لةمن كل صوب رضوان الله علية
وعلى والدية وكل من علمة حرف
أقسم بالله أن جميع القراء يسمعوة
رحم الله عملاق القراء
ردحذفاتمني في الذكري الرابعه عشر ان تكتب مواقف للعملاق
ردحذفرحم الله العملاق رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
ردحذفرحمك الله يا اسد القراء لن اعشق غيرك
ردحذفرحمك الله يا اسد القراء لن اعشق غيرك
ردحذف